الأربعاء، 4 فبراير 2015

وفاة الرسم: العمارة في عصر المحاكاة

 إذا كنت تظن أن الأمر لا يتعدى مجرد استبدال قلم الرصاص بلوحة مفاتيح، فدعني أخبرك أنك مخطئ تمامًا. كتاب "وفاة الرسم" ليس مجرد نعي لفن قديم، بل هو صرخة تحذيرية – وإن كانت هادئة – لما يحدث في عالم العمارة من ثورة قد تكون "أكثر دموية" مما نتخيل. المؤلف ديفيد روس شير يقودنا في جولة داخل هذا العالم الجديد حيث لم يعد المهندس المعماري هو البطل، بل أصبح رقمًا إضافيًا ضمن بيانات وبرمجيات.

لعقود طويلة، كان الرسم هو العمود الفقري للتصميم المعماري؛ إطارٌ للتفكير، وأداةٌ للتواصل، ووسيلةٌ لإضفاء روح المرء على الحجر. لكن اليوم، ومع ظهور ما يُعرف بنمذجة معلومات البناء (BIM) والتصميم الحسابي، اختفى ذلك البعد الإنساني شيئًا فشيئًا. بدلاً من رسم الأفكار بصريًا، صرنا نحاكي التجربة بشكل مباشر: الأداء الوظيفي للمبنى بات هو الملك، وليس تصميمه الجمالي أو حتى رؤية المهندس له.

شير لا يكتفي فقط بالتشخيص، بل يغوص عميقًا في الآثار الجانبية لهذا التحول. هل تعلم أن هناك الآن ضبابية كاملة بين التصميم والبناء؟ وأن المهندسين المعماريين فقدوا جزءًا كبيرًا من سلطتهم على مشاريعهم بسبب هذه البيانات الرقمية المشتركة التي تسير كالشبح بين الجميع؟ وحتى الجسم البشري، الذي كان دائمًا الأساس المشترك لكل عمل معماري، تم القضاء عليه تقريبًا كمرجع أساسي. نعم، لقد حلّت الخوارزميات محل الإنسان، والأجهزة تستبدل البشر، بينما تغيّرت طبيعة العمل المعماري إلى حسابات آلية وتعاون رقمي بارد.

لكن هل كل هذا سيء؟ ربما لا. الكتاب يحاول أن يقدم وجهة نظر متوازنة. "وفاة الرسم" ليست دعوة للحنين إلى الماضي، بل هي دعوة لتقييم الواقع الجديد بعقلانية. يدعو شير المهندسين المعماريين إلى النظر بواقعية إلى أدواتهم الجديدة، واستكشاف الفرص المتاحة أمامهم رغم التحديات. لأن اللعبة تغيّرت بالفعل، وما زال هناك مجال لمن يستطيع اللعب بذكاء.

وفي النهاية، إذا كنت تعتقد أن الرسم مات حقًا، فربما عليك أن تسأل نفسك: هل الموت يعني نهاية، أم بداية جديدة؟

QUALITE ARCHITECTURALE (2): QUAND LA MAITRISE D’OUVRAGE PUBLIQUE SABOTE L’ARCHITECTURE

Dans les écoles d’architecture, on apprend que l’architecte occupe une place centrale. Il est censé garantir la qualité architecturale, coor...