بعد 17 سنة من عملية التفاوض ماذا حصد الشعب الفلسطيني؟

الخميس، 2 سبتمبر 2010

في مناخ سياسي مثير للجدل انطلقت مفاوضات السلام المباشرة في واشنطن بين محمود عباس  و بنيامين نتنياهو لتبدأ المرحلة الأولى من مشروع التصفية الأمريكي للقضية الفلسطينية.

وددت لو انها كانت مفاوضات سلام حقيقي لا مفاوضات استسلام، في ظل حالة الانقسام الفلسطيني و العربي الراهنة، والتفرد في القرار دون اي مرجعيات او مؤسسات وطنية.مما جعل من التفاوض  فعلا عبثيا غير ذي جدوى و مضيعة للوقت و اشغالا ً للفلسطينيين عن حقهم في وطن حر كريم


امريكا، الدولة الراعية لهذه المفاوضات والداعية لها، التي تدعي ان نشر الديمقراطية والحريات على قمة اولوياتها، تريد فرض التسوية على الشعب الفلسطيني، و الخطوة الأولى في سبيل ذلك هي فرض من يمثله في المفاوضات بغض النظر عن مدى تمثيل الطرف الفلسطيني لهذه الفئات التي يريد ان يتفاوض وربما يتوصل الى اتفاق سلام باسمها.في عملية كبيرة و فاضحة لتزوير التمثيل الفلسطيني.



يذهب الرئيس عباس للمفاوضات، على الرغم من معارضة معظم فصائل منظمة التحرير، واكثر من نصف اعضاء اللجنة المركزية لحزبه الحاكم، ومعظم ابناء الشعب الفلسطيني في الشتات.و الذي سينتج عن ذلك لا محالة هو تصفية القضية، وإلإستجابة لكافة المطالب الإسرائيلية، والقبول بما ستجود به إسرائيل على السلطة. و لكنها الحقيقة المرة التي عمل لها الاسرائيليون و الامريكان منذ بدايات مدريد و لم يزالوا يعملون، و هي فرض صيغة تسوية بمواصفات اسرائيلية،  ليس بسبب صلابة مواقف نتنياهو، بقدر ما هو تراخ في الموقف الفلسطيني.


يذهب الرئيس عباس للمفاوضات تحت مظلة عربية، تتكون من منظومة كبيرة من المتنازلين عن القضية الفلسطينية يحمل كل منهم اجندة محلية، يريد الحصول على مباركة امريكية لها. يراسهم الرئيس المصري حسني مبارك الذي اصطحب نجله جمال لتدشين عملية الخلافة لحكمه في واشنطن، والحصول على مباركة نتنياهو لها. (ألم يقل الدكتور مصطفى الفقي ان مباركة اسرائيل ورضاء واشنطن امران ضروريان لتنصيب اي رئيس مصري جديد).

و في ظل اصرار جميع المسؤولين الاسرائيليين على يهودية اسرائيل كشرط لأي تسوية سلمية، يتطلع العاهل الاردني عبدالله الثاني الى ضمانات امريكية بعدم تحويل بلاده الى وطن بديل، ومنع اي تهجير جديد للفلسطينيين الى الاردن، و يريد في المقابل نصيبه من من صندوق التعويضات لقضية اللاجئين الفلسطينيين. (من المقرر انشاؤه لتعويض اللاجئين والدول المستضيفة لهم).

الدول العربية المعنية بالصراع وضعت كل أوراقها على طاولة المفاوضات قبل أن تبدأ اللعبة.الآن و بعد أن أصبح ميزان القوى لصالح إسرائيل، فإن ما يجري هو عملية 'تنازل' عربي عن جوهر القضية الفلسطينية،  لأن اسرائيل محظوظة دائما عندما تدخل في اي معركة مع العرب، حتى ولو كانت معركة سلمية تفاوضية، ففي الحرب تطمح اسرائيل الى احتلال منطقة، وحين تندلع الحرب تحتل مناطق وتحصل على اهداف اضافية اكثر من المخطط لها.(هكذا علمتنا دروس التاريخ).

إن الشجرة التي تفتقد الجذور هي بالضرورة شجرة ميتة وإن بدت من بعيد غير ذلك . فالمفاوصات سوف تفشل حتى وإن تنازل الجانب الفلسطيني لأن أطماع إسرائيل لا حدود لها يذكيها الإنقسام الفلسطيني والضعف العربي المميت. أما نتنياهو فهو منسجم مع مواقفه الثابتة ؛ لا قدس ولا رسم حدود نهائية ولا عودة للاجئين لأنه يدرك أكثر من غيره من المفاوضين العرب أنه  لا مجال لتقديم تنازلات فالأرض واحدة و طالبها إثنان و لا بدا أن تكون لواحد منهما.

0 تعليقات:

إرسال تعليق